وقد جاء في كلمة الغلاف ما يلي:
قليلة هي الكتب التي خلّدها التاريخ، ومن أبرزها كتاب (نقد العقل المحض) للفيلسوف الألماني عمانوئيل كانت. وتتجلى فائدة الكتاب ليس في نتائجه النظرية، بل في كونه بحثاً في المنهج الفلسفي الابستمولوجي. فهو مشروع مكثّف حول علاج حدود المعرفة الممكنة ونقد آليات العقل وليس الأفكار والمذاهب، وغرضه هو البحث عن إمكانية تشييد علم موثوق للميتافيزيقا على غرار ما هو حاصل لدى علوم الطبيعة. وقد انتهى صاحبه إلى إنكار هذه الإمكانية نظرياً فاضطر إلى تأسيس اطروحة عملية وفق ميتافيزيقا الأخلاق.
وفي هذه الدراسة تمّ الكشف عن جملة التناقضات والمفارقات التي طالت هذه النظرية المعرفية. فقد أراد عمانوئيل كانت أن يدعم رؤاه الدينية بمنطق فلسفي، فظهرت فلسفته مصطنعة متكلفة لا تمتلك المبررات الكافية لقيامها. لكن تبقى فائدتها منهجية في إلحاحها على ضرورة نقد العقل وتبيان حدود إمكاناته المتواضعة.
ويمكن القول إن هذا الفيلسوف قد خاض غمار أعظم محاولة فلسفية من بعد أرسطو، لكنه انتهى إلى أسوء النتائج المرجوة.