دروس الفلسفة والعلم والمنطق الاستقرائي (2)
عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ
تناول هذا الدرس عدداً من المحاور كالتالي:
المباحث الرئيسية لنظرية المعرفة: وهي مصادر المعرفة وقيمتها وتوالدها
تقسيم المعرفة الى: تصور وتصديق
العقل كمصدر أساس للمعرفة التصديقية
الأحكام العقلية بحسب المرحلة المنطقية للانسان
وتتصف هذه المرحلة بما للفرد من قدرة على التصور التجريدي والمنطقي للقضايا، فيدرك فكرة الضرورة والكلي وإرتباط القضايا وتوقف بعضها على البعض الآخر. وهنا باستطاعته إدراك لزوم قيام المعرفة على بعض القضايا الأولية كمبدأ عدم التناقض. على هذا فمن الناحية المنطقية يتعذّر قيام أي قضية معرفية مكتسبة من غير الإعتماد على القضية العقلية القبلية.
أقسام الأحكام العقلية
1ـ الضرورات المنطقية، مثل قضية مبدأ عدم التناقض والواحد المضاف إلى مثله يساوي إثنين. وهذه المعرفة لا علاقة لها بالواقع عندما تعبّر مقدماتها عن قضايا مفترضة.
2ـ الضرورات الوجدانية الإخبارية، مثل مبدأ السببية العامة القائل أنه لا حادثة من غير سبب ما يوجدها، وأن الشيء الواحد لا يمكن أن يكون في أكثر من مكان في نفس الوقت، وكذا لا يمكن أن يكون شيئان في ذات المكان الواحد بنفس الوقت. وهذه المبادئ تتصف بالضرورة العقلية، بمعنى أن العقل يدرك حتمية ما تتضمنه هذه القضايا، والضرورة فيها ليست منطقية كالتي عليها الحالة السابقة، بل هي من نوع آخر، إذ عدم التسليم بها لا يفضي إلى مشكلة منطقية كالتناقض، وكل ما في الأمر أن عقلنا يستبعد تماماً أن يجد شاهداً يكذبها، ومن يشك في ذلك فعليه التحقيق، خلافاً للقضايا المنطقية التي لا تقبل مثل هذا الشك والتحقيق.
3ـ الضرورات الإحتمالية، وتتصف بأن إخبارها عن الواقع الموضوعي لا يطابق غالباً ما عليه الواقع، خلافاً للمعرفة الإخبارية الضرورية التي تشترط مطابقة الواقع حتماً.
4ـ الضرورات القيمية، فمثلاً لا يتردد العقل في أن يستقبح قتل الوالدين أو ذوي الإحسان أو النظراء من غير سبب موجه.
5ـ المعارف الوجدانية الصرفة، مثل الإعتقاد بالواقع الإجمالي للعالم.
إدارة موقع فهم الدين