يحيى محمد
آمن الشيعة بأصالة تدوين الحديث، وانكروا المقولة التي رواها اهل السنة من ان النبي (ص) كان قد نهى عن كتابة حديثه، واستدلوا قبالها بالروايات الاخرى التي اجازت الكتابة، واضافوا اليها روايات اخرى عن الائمة الاطهار. وهم بهذا لا يعولون من قريب او بعيد على ما سلكه الصحابة واتباعهم من اقوال وافعال، ورأوا ذلك من المؤامرة على الحديث لاغراض سياسية تتعلق بالموقف من الخلافة. وبحسب هذا الرأي، ان كتابة الحديث لم تنقطع سواء في عهد النبي او بعده، حيث تولى الائمة واصحابهم تدوينه والحث على كتابته جيلاً بعد جيل، ونقلوا حول ذلك الكثير من الروايات. ويمكن تمييز مرحلتين من التدوين بهذا الصدد، احداهما تعود الى عصر الامام علي واتباعه خلال القرن الاول للهجرة، اما الاخرى فتعود الى عصر الائمة خلال القرنين الثاني والثالث، وذلك بدءاً من الامام الصادق او الباقر وحتى اخر الائمة. وسنبحث كلا هاتين المرحلتين كالآتي:
المرحلة الاولى
روي ان للامام علي عدداً من الكتب خطها بيده، ومن ذلك ما سمي بالصحيفة والجامعة وكتاب الجفر ومصحف فاطمة، وورد حول هذه الكتب الكثير من الروايات نُقل اغلبها عن الامام الصادق، كتلك التي رواها محمد بن الحسن الصفار ومحمد بن يعقوب الكليني خلال القرنين الثالث والرابع للهجرة[1]. فقد جاء ان للامام علي صحيفة في الديات كان يعلقها في سيفه، وورد ذكرها في صحيح البخاري ضمن باب (كتابة العلم) وباب (اثم من تبرأ من مواليه) والبعض يقطع بانها ما زالت موجودة حتى عصرنا الحاضر وان لديه نسخة منها، كالذي يقوله السيد حسن الصدر (المتوفى سنة 1354هـ)[2].
كما جاء ان للامام علي كتاباً اخر اسمه الصحيفة الجامعة وصفت بان طولها سبعون ذراعاً، وان فيها كل حلال وحرام وكل شيء يحتاج اليه المكلف حتى أرش الخدش، وهي من املاء رسول الله بخط علي[3].
كذلك ورد ان لعلي كتاباً اخر اسمه الجفر، وهو جلد ثور او شاة مملوء بالعلم، وجاء ان الجفر وعاء من آدم فيه علم النبيين والوصيين وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل، كما ورد ان فيه قضايا علي وفرائضه[4]. وفي بعض الاخبار روي ان هناك الجفر الأبيض وفيه زبور داود وتوراة موسى وإنجيل عيسى وصحف إبراهيم والحلال والحرام، كما روي ان هناك الجفر الاحمر وفيه السلاح وذلك إنما يفتح للدم، حيث يفتحه صاحب السيف للقتل[5].
وعلى هذه الشاكلة ورد ان لعلي كتاباً اطلق عليه (مصحف فاطمة) وجاء ان فيه علم ما كان وعلم ما هو كائن وما سيكون إلى أن تقوم الساعة، كما ورد فيه انه ليس من ملك يملك الأرض إلا وهو مكتوب فيه باسمه واسم أبيه، وان اسماء الائمة فيه[6]، وان الامام الصادق كان ينظر فيه ليرى ما سيحدث من احداث، ومن ذلك تحديده لسنة ظهور الزنادقة مثلما جاء في بعض الروايات[7]. وكذا جاء ان فيه وصية فاطمة[8]. وعن منشأ هذا المصحف روي انه لما توفي النبي حزنت فاطمة حزناً شديداً، فأرسل الله إليها ملكاً يسلي غمها ويحدثها فابلغت ذلك علياً، وهو بدوره اخذ يكتب كل ما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفاً ليس فيه شيء من الحلال والحرام، بل فيه علم ما يكون[9]. لكن جاء في بعض الروايات ان فيه ما له علاقة بالحلال والحرام مثلما ورد في الصحيفة الجامعة، ومن ذلك ما روي عن الامام الصادق انه قال: مصحف فاطمة ما أزعم أن فيه قرآناً، وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة ونصف الجلدة وربع الجلدة وأرش الخدش[10]،
مهما يكن، فأغلب الكتب المنسوبة الى الامام علي، كما تشير اليها الروايات، هي كتب يتضمن محتواها جميع العلوم الدينية والكونية والبشرية. الامر الذي يصعب تصديقه، وذلك لما تثيره من اشكالات خاصة بالعلم الشمولي والغيبي، والله تعالى يقول بلسان نبيه الكريم: ((ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء)) (الاعراف/188). كذلك كيف امكن لشخص ما ان يجمع ويكتب كل هذا العلم من بداية الخلق وحتى يوم القيامة؛ ما لم يكن ذلك من العلوم السرية - او السحرية - كالذي يدعيه العرفاء والباطنية. وكذا كيف امكن الجمع بين ان يكون للامام كتاب متواضع مثل الصحيفة في الديات وبين سائر الكتب الشمولية والغيبية، فاي حاجة لمثل ذلك الكتاب المتواضع ليحتفظ به في سيفه - كما تقول الرواية - اذا ما كانت عنده الكتب الاخرى التي تغني عنه ملايين المرات؟!
وبغض النظر عن هذه الاشكالات وغيرها كما سنعرضها فيما بعد؛ فالملاحظ ان الكتب السابقة هي كتب شخصية لا علاقة لها بالتداول العام، وهي من هذه الناحية لا تدل على تشجيع نشر الكتابة المروية عن النبي (ص) فحالها كحال عدد من الصحابة الذين كانوا يدونون حديث النبي لحفظه والافادة منه شخصياً. بل روي عن الامام علي ما يؤيد هذا المسلك، وهو قوله: أيم الله لو انبسط ويؤذن لي لحدثتكم حتى يحول الحول لا أعيد حرفاً، وأيم الله ان عندي لصحف كثيرة؛ قطائع رسول الله واهل بيته[11].
كذلك تشير روايات اخرى الى وجود عدد من المصنفات العائدة الى اصحاب علي، وقيل ان اول من دون في الحديث هو مولى النبي ابو رافع واسمه اسلم، فقد ذكره النجاشي (المتوفى سنة 450هـ) في فهرسته بانه كان مولى للعباس ثم وهبه الى النبي، وبعد ذلك اصبح من اصحاب علي، حيث شهد حروبه وأدار بيت ماله في الكوفة[12]، ونقل ان له كتاب السنن والاحكام والقضايا[13].
كذلك فان لابنه علي بن ابي رافع كتاباً في فنون من الفقه والوضوء والصلاة وسائر الابواب، حيث كانت له صحبة مع الامام علي وكان كاتباً له، وروى النجاشي حول الكتاب عدداً من الطرق، بعضها يشير الى كون مصنفه هو علي بن ابي رافع، وبعض اخر يشير الى غيره، فمثلاً في رواية عن عمر بن محمد بن عمر بن زين العابدين ان الكتاب ينتهي الى عبيد الله بن علي بن ابي رافع، وفي رواية اخرى ان صاحب الكتاب هو الامام علي، كالذي جاء في احدى طرق عمر بن محمد عن عمر بن الامام علي عن الامام نفسه[14].
وكذا جاء ان لعبيد الله بن ابي رافع كتاباً عنوانه (قضايا امير المؤمنين) كما له كتاب اخر عنوانه (تسمية من شهد مع امير المؤمنين الجمل وصفين والنهروان من الصحابة) وقد روي الكتابان بعدد من الطرق، كالذي نقله ابو جعفر الطوسي في فهرسته[15].
كما جاء للاصبغ بن نباتة بعض الكتب، وكان من خاصة الامام علي، وروى عنه النجاشي ان له عهد الامام للاشتر ووصيته الى ابنه محمد[16]. وروى الطوسي ان له مقتل الحسين بن علي[17].
ومثل ذلك جاء عن ربيعة بن سميع ان له كتاباً عن الامام علي في زكوات النعم[18]. كما جاء عن سليم بن قيس الهلالي كتاب في الامامة، وقيل انه اول كتاب ظهر للشيعة، وصاحبه من اصحاب الامام علي[19].
وروي ان لزين العابدين علي بن الحسين صحيفة من الادعية وصفت بزبور آل محمد، وعرّفها حسن الصدر بانها من المتواترات مثل القرآن عند كل فرق الاسلام، وهي اليوم موجودة ومطبوعة بعنوان الصحيفة السجادية.
كذلك جاء عن زيد بن زين العابدين ان له كتاباً عن الامام علي[20]. ونقل عن جماعة اخرين من اصحاب علي ان لهم كتباً مصنفة، مثل الحرث بن عبد الله وميثم التمار وعبيد الله بن الحر ومحمد بن قيس البجلي ويعلى بن مرة[21]. ويبدو ان بعض هؤلاء متأخر عن عصر علي مثل محمد بن قيس البجلي (المتوفى سنة 151هـ).
ويلاحظ ان الكتب المذكورة ليس لها علاقة بكتابة الرواية عن النبي، وان اغلبها لا يعلم عنها شيء، فقد لا يكون لها اثر ولا حقيقة، كما ان بعضها يبدو عليها الانتحال. وكما اظهر بعض المحققين ان كتاب السنن والاحكام والقضايا لابي رافع هو نفس كتاب البجلي، ومضمونه نفس المضمون، حيث روى الطوسي في فهرسته ان عبيد بن محمد بن قيس البجلي له كتاب رواه عن ابيه الذي قال: عرضنا هذا الكتاب على ابي جعفر الباقر فقال هذا قول امير المؤمنين علي بن ابي طالب انه كان اذا صلى قال في اول الصلاة... وذكر الكتاب. وعلى رأي المحقق البهبودي ان ما ذكره الشيخ الطوسي في تعريفه لاول هذه النسخة هو عين ما ذكره ابو العباس النجاشي في تعريفه لاول تلك النسخة، مع ان النجاشي نسبه الى ابي رافع، وان الطوسي نسبه الى محمد بن قيس البجلي، وكان النجاشي قد صرح بان كتاب عبيد الله بن ابي رافع كان عاماً يشتمل ابواب الصلاة والصيام والزكاة والحج وسائر ابواب الفقه، ومثل ذلك ان الروايات المستخرجة من كتاب القضايا لمحمد بن قيس البجلي تعم ابواب الفقه، وكتابه يعرف بكتاب قضايا امير المؤمنين، لذا ارتاب العلماء في تمييز المسمين بهذا الاسم، بل وتمييز المؤتلف والمختلف من هذا الكتاب. وقد اعرض البهبودي عن جميع الروايات التي رويت عن محمد بن قيس حيث وجدها منحولة مخالفة لمذهب اهل البيت[22].
كذلك فقد تعرض كتاب سليم بن قيس - الذي مازالت نسخ منه الى الان - الى النقد، حيث انكره الكثير من علماء الشيعة، وذلك لتضمنه العديد من القضايا المخالفة للوثائق التاريخية، مثلما انه يخالف المعتقد الشيعي في عدد من القضايا، ومن ابرزها انه ينص على ان الائمة ثلاثة عشر، وان محمد بن ابي بكر وعظ اباه عند الموت، وما الى ذلك. وقد ذكر ابن الغضائري انه نسب لسليم بن قيس هذا الكتاب، وكان الاصحاب يقولون ان سليماً لا يعرف ولا ذكر في حديث، وعقب على ذلك فقال: وجدت ذكره في مواضع من غير جهة كتابه ولا من رواية ابان بن ابي عياش الذي يروى الكتاب عنه[23].
المرحلة الثانية
تختلف خصائص هذه المرحلة عن سابقتها، وتتحدد بدايتها بعصر الامام الصادق وابيه الباقر، وذلك خلال القرن الثاني للهجرة. ففي هذه المرحلة بدأ التدوين العام للحديث يظهر شيئاً فشيئاً، واخذت الكتب والمصنفات طريقها الى الشياع بين العلماء، وكان من بين ذلك ما ظهر لعلماء الشيعة من الكتابة والرواية. وقد روي ان للامام الصادق العديد من الكتب والرسائل، ومن ذلك رسالته الى والي الاهواز عبد الله النجاشي، وعلى ما قاله صاحب الرجال النجاشي انه لم ير للامام الصادق مصنف غيرها، كما ذكر ان له رسالة في شرائع الدين اوردها الشيخ الصدوق في (الخصال) وله رسالة الى اصحابه، ورسالة الى اصحاب الرأي والقياس، ورسالة في احتجاجه على الصوفية، ورسالة في الغنائم ووجوب الخمس، ورسالة في وجوه معايش العباد، وله وصية لعبد الله بن جندب، ووصية لابي جعفر محمد بن النعمان الاحول، كما له الكتاب المعروف باسم توحيد المفضل، وكذا كتاب الاهليلجة، وكتاب تقسيم الرؤيا، وغير ذلك من الكتب والرسائل[24].
مع هذا ليس في هذه العناوين ما يدل على تدوين الحديث النبوي، والعديد منها يبدو عليه الطابع الشخصي. لكن هناك وصايا لهذا الامام في تدوين الحديث، بعضها يدل على الافادة الشخصية، في حين يدل البعض الاخر على الافادة العامة من التداول، كما تشير الى ذلك العديد من الروايات مثلما ذكرها الكليني في كتابه (الكافي في الاصول والفروع) ضمن (باب رواية الكتب والحديث وفضل الكتابة والتمسك بالكتب). فقد جاء في هذه الروايات ما يحث على الكتابة والاحتفاظ بالكتب، واغلبها منقول عن الامام الصادق، ومن ذلك ما روي عن ابي بصير ان ابا عبد الله الصادق قال: اكتبوا فإنكم لا تحفظون حتى تكتبوا[25]، وكذا روي عن حسين الأحمسي ان الامام الصادق قال: القلب يتكل على الكتابة[26]. وعن زرارة ان الصادق قال: احتفظوا بكتبكم فإنكم سوف تحتاجون إليها[27]. وعن المفضل بن عمر ان الصادق قال له: اكتب وبث علمك في إخوانك فإن مت فأورث كتبك بنيك فإنه يأتي على الناس زمان هرج لا يأنسون فيه إلا بكتبهم[28].
كما جاء انه عرضت على الامامين الباقر والصادق ومن بعدهما من الائمة العديد من الكتب للنظر فيها وتصحيحها، ومن ذلك ما روي عن حمزة بن الطيار انه عرض على الامام الصادق بعض خطب ابيه الباقر[29]، وكان لعبيد الله بن علي بن ابي شعبة كتاب عرضه على الامام الصادق وصححه[30]، ومر علينا انه كان لعبيد بن محمد بن قيس البجلي كتاب يتضمن نصوصاً للامام علي رواه عن ابيه وقد عرضه على الامام الباقر[31]. وكان لعبد الله بن سعيد بن حيان كتاب الديات رواه عن ابائه وعرضه على الامام الرضا[32]. ومثل ذلك عرض يونس بن عبد الرحمن كتب اصحاب الامام الصادق على الامام ابي الحسن الرضا فانكر منها احاديث كثيرة[33]. وعرض أحمد بن أبي خلف كتاب يوم وليلة ليونس بن عبد الرحمن على الإمام ابي جعفر الجواد فتصفحه وترحم على يونس[34]، ومثل ذلك عرض هذا الكتاب على الامام العسكري فأثنى عليه[35]. كما ترحم الامام العسكري على كتاب الفضل بن شاذان بعد ان نظر اليه[36].
وقد يقال ان الائمة في هذا العهد انما يوصون بكتابة الحديث لكن ما دون النبي، حيث ان الاحاديث التي يشجعون عليها هي تلك المروية عنهم، وانهم في الغالب لا ينسبون الحديث الى النبي مباشرة، فقد يكون موقفهم على هذا الافتراض كموقف ما رأيناه لدى بعض التابعين من تفضيل نسبة الحديث الى ما دون النبي لتفادي ما قد يكون في الرواية من زيادة او نقصان.
لكن هذا الرأي لا يجد سنداً معتداً به حسب الروايات في الكتب الشيعية، وذلك لان هناك كثرة بالغة من الاحاديث المروية عن الائمة تشير الى انها ذات مضمون الهي قاطع، اي انها تعبر عما يريده الله ورسوله. فالائمة - بحسب هذه الروايات - يتحدثون بما يتحدث به النبي دون فرق. بل هناك من الروايات ما تبدي ان حديث احد الائمة هو حديث البقية والنبي ايضاً. كما هناك من الروايات عن الامام الصادق ما تدل على ان الكل واحد، وان الحديث الوارد عن بعضهم يجوز اسناده الى الاخرين. ففي رواية عن ابي عبد الله الصادق انه قال: حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله (ص) وحديث رسول الله قول الله عز وجل[37]. وعن أبي بصير انه قال لأبي عبد الله الصادق: الحديث أسمعه منك أرويه عن أبيك أو أسمعه من أبيك أرويه عنك؟ فأجابه الامام: سواء، إلا أنك ترويه عن أبي أحب إلي. وفي رواية اخرى عن الامام الصادق انه قال لجميل: ما سمعت مني فاروه عن أبي[38].
وورد عن الائمة وصايا في اسناد الحديث، ومن ذلك ما روي عن الامام الصادق ان أمير المؤمنين قال: إذا حدثتم بحديث فأسندوه إلى الذي حدثكم فإن كان حقاً فلكم وإن كان كذباً فعليه[39]. وجاء عن زيد الزراد انه سمع ابا عبد الله الصادق يقول: لا تشهد على ما لا تعلم ولا تشهد الا على ما تعلم وتذكر، قلت فان عرفت الخط والخاتم والنقش ولم اذكر شيئاً أأشهد؟ فاجاب الامام: لا، الخط يفتعل والخاتم قد يفتعل؛ لا تشهد الا على ما تعلم وانت له ذاكر فانك ان شهدت على ما لا تعلم تبوء مقعدك من النار يوم القيامة، وان شهدت على ما لم تذكره سلبك الله الايمان واعقبك النفاق إلى يوم الدين[40].
كما تقبل الائمة رواية الحديث بالمعنى وطالبوا باعرابه، ومن ذلك ما جاء عن محمد بن مسلم انه سأل ابا عبد الله الصادق: أسمع الحديث منك فأزيد وأنقص؟ فاجاب الامام: إن كنت تريد معانيه فلا بأس[41]. وعن داود بن فرقد انه سأل الصادق إني أسمع الكلام منك فأريد أن أرويه كما سمعته منك فلا يجيء؟ قال الامام: فتعمد ذلك؟ فاجاب ابن فرقد: لا، فقال الامام: تريد المعاني؟ فاجاب ابن فرقد: نعم، وعندها قال الامام: فلا بأس[42]. وعن جميل بن دراج قال أبو عبد الله: أعربوا حديثنا فإنا قوم فصحاء[43]. وعن عبد الله بن سنان انه قال لأبي عبد الله: يجيئني القوم فيستمعون مني حديثكم فأضجر ولا أقوى؟ فرد الصادق: فاقرأ عليهم من أوله حديثاً ومن وسطه حديثاً ومن آخره حديثاً[44].
مع هذا لا يظهر لدى الائمة سعي للاحتفاظ بكتب صحيحة للحديث يرجع اليها الناس عند الاختلاف، رغم ان ظروفهم المتنوعة طيلة ثلاثة قرون كانت تسمح بمثل هذا السعي، مثلما سمحت ببقاء الكثير من كتب الاصحاب التي عول عليها الشيعة في عصر الغيبة. وسبب ذلك اما لان الائمة لم يعطوا المسألة اهمية لوجود ما هو اهم منها، وعلى هذا الفرض يكون حاصل فعلهم هو كحاصل فعل النبي (ص) ومن بعده الصحابة، او لانهم كانوا من ذوي الرأي الذين يخافون تقييد العلم ومن ثم يتراجعون عنه كما حصل مع عدد من علماء السلف[45]. وهناك افتراض اخر هو انهم ابتعدوا عن سلك التدوين لغرض التمويه بجعل الخلاف في كلماتهم ونشرها بين اصحابهم لاعتبارات التقية وما شاكلها؛ كالذي يصوره علماء الشيعة وتدل عليه الكثير من الروايات. لكن خطورة هذا الفرض هو انه يفضي الى تضييع الحقيقة الدينية.
وللائمة عدد كبير من الاصحاب المتلقين، فمنهم الفقهاء وهم على درجات كاصحاب الاجماع وغيرهم، ومنهم عامة الناس، ويمكن تصور ان يندرج فيهم الامي ومن يحسن القراءة والكتابة، وكذا من يتقن الحفظ فيروي الحديث بالفاظه، او لا يتقنه فيرويه بالمعاني، ومنهم من يدوّن ما يسمعه، كما منهم من يرويه مشافهة، ومنهم من كان ينفرد بالامام ليحدثه وحده، ومنهم من يسمع الامام وهو يحدث عموم مريديه. كما ان من هؤلاء الكثير من الناقلين. وقيل ان من روى عن الامام الصادق وحده يبلغ ما يقارب اربعة الاف رجل، وقد ذكرهم ابو العباس بن عقدة الزيدي (المتوفى سنة 333هـ) في كتاب له عن الرجال الذين رووا عن الصادق[46]، وربما اعتمد عليه المفيد في اقرار العدد، فكان يقول: ان الناس قد نقلوا عن الامام الصادق من العلوم ما سارت به الركبان، ومن ذلك ان أصحاب الحديث قد جمعوا أسماء الرواة عنه من الثقات على اختلافهم في الآراء والمقالات، فكانوا أربعة آلاف رجل[47]. وسعى الشيخ الطوسي الى احصائهم وعد منهم ما يزيد على ثلاثة الاف (3050) رجل؛ كالذي اشار اليه عدد من العلماء [48]. كما احصاهم بعض المعاصرين واوصلهم الى (3759) صاحب[49]، وهم من أهل العراق والحجاز وخراسان والشام[50]، واغلبهم من اهل العراق خاصة الكوفة، حيث المنصوص عليهم من الكوفيين يزيدون على (1800) صاحب، في حين لم يكن من اهل المدينة المنورة ما يزيد على (150) صاحب، وكذا هو الحال في سائر البلدان الاخرى[51]. ومما جاء بهذا الصدد ما ذكره النجاشي من ان الحسن بن علي بن زياد الوشاء - وهو من اصحاب الامام الرضا - كان يقول: أدركت في هذا المسجد (الكوفة) تسعمائة شيخ؛ كل يقول حدثني جعفر بن محمد[52].
وقد امتاز الكثير من اصحاب الائمة بكثرة الرواية، فمنهم من نقل انه روى عشرات الالاف من الحديث، وجاء عن الامام الصادق ان ابان بن تغلب روى عنه ثلاثين ألف حديث[53]. وكان لابن تغلب كتب عديدة في القرآن والفقه والحديث والادب واللغة والنحو، ومن كتبه تفسير غرائب القرآن وكتاب الفضائل، وهو يعد من اصحاب كل من زين العابدين وابنه الباقر وحفيده الصادق[54]. كما روي عن جابر بن يزيد الجعفي ان الامام الباقر حدثه من اسرار الائمة سبعين الف حديث ووعد ان يكتمها ولا يحدث بها احداً[55]، وفي رواية اخرى خمسين الف حديث[56]، وكان للجعفي كتب كثيرة في التفسير والاحكام، وهو من اصحاب زين العابدين وابنه الباقر[57]. كما جاء ان محمد بن مسلم الثقفي الطائفي انه سأل الامام الباقر عن ثلاثين الف حديث، وسأل الامام الصادق عن ستة عشر ألف حديث[58]. وجاء ان محمد بن عيسى اليقطيني قد جمع من مسائل الامام الرضا خمسة عشر الف مسألة، وفي رواية اخرى ثمانية عشر الف مسألة[59]. وروي انه سئل الامام ابو جعفر الجواد في مجلس عن ثلاثين الف مسألة فاجابهم فيها وله تسع سنين[60].
وقيل ان ابا العباس بن عقدة كان يجيب بثلاثمائة الف حديث من احاديث اهل البيت سوى غيرهم[61]، كما قيل انه سأله مرة محمد بن عمر بن يحيى العلوي عن حفظه واكثار الناس في طلب الحديث منه، فقال: احفظ مائة الف حديث بالاسناد والمتن، واذاكر بثلاثمائة الف حديث. وفي رواية اخرى ان ابن عقدة اتى يحمل جزءاً فيه ست وثلاثون ورقة، وكان فيها احاديث كثيرة عن صلة الرحم مروية عن النبي (ص) واهل بيته، فعظم ذلك على عمر بن يحيى العلوي وسأله عن حفظه، فقال له: انا احفظ منسقاً من الحديث بالاسانيد والمتون خمسين ومائتي الف حديث، وأذاكر بالاسانيد وبعض المتون والمراسيل والمقاطيع ستمائة الف حديث[62].
كما كانت المصنفات الحديثية لاصحاب الائمة واتباعهم كثيرة جداً، ومن ذلك ان النجاشي عدد ما وقف عليه من المصنفين لاصحاب الائمة فبلغ لديه ما يقارب الف وثلاثمائة (1269) رجل[63]. وضبط الحر العاملي عدد مصنفاتهم فبلغت اكثر من ستة الاف وستمائة كتاب، وقد ظفر منها على ما يزيد على ثمانين كتاب، كالذي جاء في خاتمة (وسائل الشيعة)[64].
وكان من بين هذه المصنفات ان للفضل بن شاذان مائة وستين كتاب[65]، وقيل مائتي كتاب[66]، وان للحسين بن سعيد بن حماد الاهوازي ثلاثين كتاب[67]، وبمثل هذا العدد كان لعبد الله بن المغيرة[68]، وكذا كان ليونس بن عبد الرحمن اكثر من ثلاثين كتاب[69]، وكان لعلي بن مهزيار الاهوازي ثلاثة وثلاثون كتاب[70]، وكان للبزنطي الكتاب الكبير المعروف بجامع البزنطي، وكانت كتب البرقي تربو على مائة كتاب[71]، وقد تزيد الاحاديث المدونة في كتب البرقي على خمسين الف حديث[72]، وكان للنسابة هشام الكلبي (المتوفى سنة 206هـ) اكثر من مائة وخمسين كتاب[73]، كما كان لمحمد بن ابي عمير اربعة وتسعون كتاب[74]، وكان لعبد الله بن احمد بن ابي زيد الانباري (المتوفى سنة 356هـ) مائة واربعون كتاب ورسالة[75]، كما كان لمحمد بن بحر الرهني نحو خمسمائة مصنف ورسالة[76]، وايضاً كان لاحمد بن محمد بن دول القمي (المتوفى سنة 350هـ) مائة كتاب[77]، كما كان لمحمد بن مسعود العياشي ما يزيد على مائتي مصنف[78].
وكان من بين هذه المصنفات ما يعرف بالاصول الاربعمائة. وقد اشتهرت في فترة الائمة، وإن لم يعرف اول من اطلق عليها هذا الاسم من القدماء. ويرى البعض ان هذا العدد لا يشكل جميع المصنفات لاصحاب الائمة، بل هو العدد الذي شاع في فترة الامامين الباقر والصادق، وان مجموع المصنفات في زمن الائمة كبير لا يمكن احصاؤه.
وقد ذكر الطبرسي في كتابه (اعلام الورى) انه روي عن الإمام الصادق من مشهوري أهل العلم أربعة آلاف إنسان، وصنف من جواباته في المسائل أربعمائة كتاب معروفة تسمى الأصول رواها أصحابه وأصحاب إبنه موسى الكاظم[79]. كما ذكر المحقق الحلي في كتابه (المعتبر) انه روى عن الامام الصادق ما يقارب اربعة الاف رجل، وانه كتب من اجوبة مسائله أربعمائة مصنف لأربعمائة مصنف سموها أصولاً[80]. وصرح بهذا زين الدين العاملي في شرحه لكتاب (الدراية) وقال: > قد استقر امر الامامية على اربعمائة مصنف سموها اصولاً فكان عليها اعتمادهم <[81]. ومع ان المشهور انها ما يقارب اربعمائة مصنف، لكن هناك من يعتقد بانها لا تزيد على المائة، خاصة ان الطوسي والنجاشي لم يذكرا منها اكثر من نيف وسبعين اصلاً[82]. كما اختلف العلماء حول تاريخها، فالمشهور انها ظهرت في عصر الامام الصادق، وهناك من رأى انها حصيلة عهود الائمة منذ الامام علي الى الامام العسكري، فكما نقل ابن شهر آشوب في كتاب (معالم العلماء) عن المفيد أنه قال: صنفت الإمامية من عهد أمير المؤمنين إلى عهد أبي محمد الحسن العسكري أربعمائة كتاب تسمى الأصول[83].
وتعود اهمية هذه الاصول هو انها الفت في زمن الائمة، وكان عليها المعول لدى المتقدمين، وبعد ذلك اصبحت تشكل المادة الاولية لرواية الحديث عند علماء الشيعة بعد الغيبة، حيث كان الكثير منها شائعاً لدى اوساط العلماء، وقد اعتمد عليها اولئك الذين قاموا بجمع الحديث، وكان من ابرزهم اصحاب الكتب الاربعة المعتبرة الملقبين بالمحمديين الثلاثة، وهم كل من الكليني والصدوق والطوسي. ومع ذلك فان اغلب الكتب التي شاعت في تلك الفترة اخذت بالفقدان عبر الازمان المتأخرة، ولم يعد منها الا القليل. وبالنظر الى فقدانها فقد شبّ خلاف بين العلماء المتأخرين حول مدى وثاقة هذه الكتب، وإن جرى عملهم الفعلي بما اعتمدوه على الكتب الجامعة التي قام بها المحمدون الثلاثة، كالذي فصلنا الحديث عنه في دراسة مستقلة..
[1] بلغت الروايات التي رواها الصفار حول هذه الكتب اكثر من سبعين رواية (لاحظ كتابه: بصائر الدرجات، ج3، الباب الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر، عن مكتبة اهل البيت الالكترونية www.ahl-ul-bayt.org)
[2] حسن الصدر: تأسيس الشيعة، انتشارات اعلمي، لم تذكر سنة الطبع ولا مكانه، ص279.
[3] فكما روي عن الامام الصادق انه قال لاحد اصحابه: إن عندنا ما لا نحتاج معه إلى الناس وإن الناس ليحتاجون إلينا، وإن عندنا كتاباً؛ إملاء رسول الله (ص) وخط علي (ع) صحيفة فيها كل حلال وحرام وإنكم لتأتونا بالأمر فنعرف إذا أخذتم به ونعرف إذا تركتموه (محمد بن يعقوب الكليني: الكافي في الاصول والفروع، صححه وعلق عليه علي اكبر الغفاري، مؤسسة دار الكتب الاسلامية، طهران، الطبعة الثانية، 1389هـ، عن مكتبة يعسوب الدين الالكترونية، ج1، باب ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة، حديث 6).
[4] الكافي في الاصول والفروع، ج1، باب ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة، حديث 4
[5] المصدر السابق، حديث 3
[6] المصدر السابق، حديث 8
[7] المصدر السابق، حديث 2
[8] المصدر السابق، حديث 4
[9] المصدر السابق حديث 2، وحديث 5
[10] المصدر السابق، حديث 3
[11] بصائر الدرجات، ج3، باب 13، حديث 15
[12] علماً انه ورد ذكر ابي رافع في صحيح البخاري (حديث 2139) وذكره الحافظ ابو الوليد الباجي ضمن اسماء الرجال الذين روى عنهم البخاري، ومن بعده ابن حجر في (تقريب التهذيب) كالاتي: ابو رافع القبطي مولى رسول الله، اسمه ابراهيم وقيل اسلم او ثابت او هرمز، مات في اول خلافة علي على الصحيح (تقريب التهذيب، ج2، ص396، والتعديل والتجريح لمن خرج عنه البخاري في الجامع الصحيح، ج1، ص387، كذلك: تأسيس الشيعة، ص280).
[13] ابو العباس النجاشي: رجال النجاشي، مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم، تحقيق موسى الزنجاني، لم تذكر سنة النشر، ص4ـ6.
[14] رجال النجاشي، ص6ـ7.
[15] محمد بن الحسن الطوسي: الفهرست، منشورات الشريف الرضي، قم، لم تذكر سنة النشر، ص107
[16] رجال النجاشي، ص8.
[17] تأسيس الشيعة، ص281
[18] رجال النجاشي، ص8
[19] ابن النديم: الفهرست، اعتناء وتعليق ابراهيم رمضان، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الاولى، 1415هـ ـ1994م، ص271
[20] تأسيس الشيعة، ص284
[21] تأسيس الشيعة، ص282ـ283
[22] محمد باقر البهبودي: معرفة الحديث، مركز انتشارات علمي وفرهنكي، ايران، 1362هـ، ص264ـ268.
[23] محمد علي الأردبيلي: جامع الرواة، عن مكتبة يعسوب الدين الالكترونية، ج1، ص374
[24] محسن الامين: اعيان الشيعة، حققه واخرجه حسن الامين، دار التعارف، بيروت، ج1، ص668ـ667
[25] الكافي، ج1، باب رواية الكتب والحديث، حديث 9.
[26] الكافي، ج1، باب رواية الكتب والحديث، حديث 8.
[27] المصدر السابق، حديث .10.
[28] المصدر السابق، حديث 11.
[29] الكافي، ج1، كتاب فضل العلم، باب النوادر، حديث 10
[30] رجال النجاشي، ص231
[31] فهرست الطوسي، ص108
[32] الفهرست، ص217
[33] محمد بن الحسن الطوسي: اختيار معرفة الرجال، تصحيح وتعليق ميرداماد الاسترابادي، تحقيق مهدي الرجائي، مؤسسة آل البيت، عن مكتبة يعسوب الدين الالكترونية، حديث 401، ويوسف البحراني: الحدائق الناضرة في احكام العترة الطاهرة، حققه وعلق عليه واشرف على طبعه محمد تقي الايرواني، مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم، عن مكتبة يعسوب الدين الالكترونية، ج1، ص10
[34] اختيار معرفة الرجال، حديث 913
[35] اختيار معرفة الرجال، حديث 915
[36] اختيار معرفة الرجال، حديث 1027، والحدائق الناضرة، ج1، ص9
[37] الكافي، ج1، باب رواية الكتب والحديث، حديث 14.
[38] الكافي، ج1، باب رواية الكتب والحديث، حديث 4
[39] الكافي، ج1، باب رواية الكتب والحديث، حديث 7
[40] الاصول الستة عشر، أصل زيد الزراد، منشورات دار الشبستري للمطبوعات، قم، عن مكتبة الرافد الالكترونية www.rafed.net
[41] الكافي، ج1، باب رواية الكتب والحديث، حديث 2
[42] المصدر السابق، حديث 3
[43] المصدر السابق، حديث 13
[44] المصدر السابق، حديث 5
[45] قيل ان احمد بن حنبل منع كتابة المسائل القائمة على الرأي باطلاق، وكان يقول للبعض: لا تكتب شيئاً من الرأي. وعلل نفوره من كتابة الرأي هو ان صاحبه قد يتراجع عنه فيما بعد، واستشهد على ذلك بما فعله سفيان ومالك حين وضعا الكتب وأخرجا المسائل رغم ما فيها من الخطأ، حيث ان صاحبه يرى اليوم شيئاً وينتقل عنه غداً (طبقات الحنابلة، ج2، مادة محمد بن أحمد بن واصل المصري، ومادة عبد الملك بن عبد الحميد الميموني الرقي).
[46] محسن بن الحسن الاعرجي الكاظمي: عدة الرجال، تحقيق مؤسسة الهداية لاحياء التراث، نشر اسماعيليان، ايران، الطبعة الاولى، 1415هـ، ج1، ص151
[47] المفيد: الارشاد، سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد (11) دار المفيد، بيروت، الطبعة الثانية، 1414هـ ـ1993م، ج2، ص179
[48] حسن الصدر: نهاية الدراية، تحقيق ماجد الغرباوي، عن مكتبة يعسوب الدين الإلكترونية، ص401، كذلك: ابو القاسم الموسوي الخوئي: معجم رجال الحديث، الطبعة الخامسة، 1413هـ ـ1992م، ج1، ص56، عن مكتبة الكوثر الالكترونية www.al-kawthar.com
[49] عبد الحسين الشبستري: الفائق في رواة واصحاب الامام الصادق، مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم، عن مكتبة يعسوب الدين الالكترونية.
[50] نهاية الدراية، ص524
[51] باشرنا هذا الاحصاء اعتماداً على ما جاء في كتاب (الفائق في رواة واصحاب الامام الصادق).
[52] رجال النجاشي، ص39ـ40
[53] رجال النجاشي، ص12
[54] رجال النجاشي، ص10ـ11
[55] الاختصاص، ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد (12) ص66ـ67، لكن في روضة الكافي انها عبارة عن سبعين حديثاً فقط (روضة الكافي، حديث 149).
[56] اختيار معرفة الرجال، حديث 342
[57] تأسيس الشيعة، ص284ـ285
[58] اختيار معرفة الرجال، حديث 276
[59] محمد بن الحسن الطوسي: الغيبة، تحقيق عباد الله الطهراني وعلي احمد ناصح، مؤسسة المعارف الاسلامية، مكتبة يعسوب الدين الالكترونية، ص73، كذلك: عباس القمي: الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية، ص215، مكتبة الشيعة الالكترونية www.al-shia.com
[60] الانوار البهية، ص218، كذلك: موسوعة الامام الجواد، باشراف اللجنة العلمية في مؤسسة ولي العصر للدراسات الاسلامية، قم، الطبعة الاولى، عن مكتبة الامام الجواد الالكترونية www.imamjawad.net
[61] المعروف ان ابن عقدة كان زيدياً جارودياً، لكن رغم ذلك فقد عده الشيخ الطوسي في جملة اصحاب الامامية الاثنى عشرية لكثرة روايته عنهم وخلطته بهم وتصنيفه لهم (الفهرست، ص28)
[62] محمد بن الحسن الطوسي: الاستبصار، ج4، عن مكتبة يعسوب الدين الالكترونية.
[63] رجال النجاشي، ص462.
[64] الحر العاملي: وسائل الشيعة، ج30، الفائدة الرابعة، ص166 و153ـ159، عن مكتبة الحديث الالكترونية التابعة لموقع الكاظم الالكتروني www.alkadhum.org، وانظر ايضاً عدة الرجال، ج1، ص94
[65] اختيار معرفة الرجال، فقرة 1029
[66] عبد الحسين شرف الدين: المراجعات، دار البيان العربي، 1410هـ ـ1989م، ص392
[67] فهرست الطوسي، ص58
[68] رجال النجاشي، ص215
[69] الفهرست، ص181
[70] الفهرست، ص88
[71] نهاية الدراية، ص525، والمراجعات، ص392
[72] معرفة الحديث، ص108
[73] اعيان الشيعة، ج10، ص265ـ266
[74] فهرست الطوسي، ص142، ورجال النجاشي، ص327
[75] فهرست الطوسي، ص103
[76] الفهرست، ص132
[77] رجال النجاشي، ص89
[78] الفهرست، ص137
[79] الطبرسي: اعلام الورى، مؤسسة ال البيت لاحياء التراث، مكتبة الكوثر الالكترونية، ج1، ص535، كذلك: عدة الرجال، ج1، ص93
[80] نجم الدين الحلي: المعتبر في شرح المختصر، عن مكتبة يعسوب الدين الالكترونية، ج1، ص26، وانظر ايضاً: عدة الرجال، ج1، ص93، ووسائل الشيعة، مكتبة الحديث الالكترونية، ج30، الفائدة السادسة، ص208
[81] الحدائق الناضرة، ج1، ص18
[82] محمد حسين الحسيني الجلالي: دراسة حول الاصول الاربعماءة، سلسلة احياء تراث اهل البيت، مركز انتشارات الاعلمي، طهران، 1394هـ، ص22ـ27
[83] محمد بن علي بن شهر آشوب: معالم العلماء، المطبعة الحيدرية، النجف، الطبعة الثانية، 1380هـ ـ1961م، عن مكتبة يعسوب الدين الالكترونية، ص39، كذلك: وسائل الشيعة، ج30، الفائدة السادسة، ص208