لقد اعتمد اصحاب الصحاح وغيرهم من المهتمين بالحديث على المكثرين في الرواية من الصحابة، وهو خلاف السيرة التي عليها كبارهم، حيث كانوا من المقلين في الحديث لخوفهم من الكذب على النبي والانشغال بما سوى القرآن، كالذي مر علينا من قبل. فقد عرف من صغار الصحابة سبعة بلغت روايات كل منهم اكثر من الف حديث، وليس في غيرهم من زاد على الالف[1]، وهم عبارة عن: ابي هريرة الذي بلغت احاديثه عن النبي (5374) وعبد الله بن عمر (2630) وانس بن مالك (2286) وعائشة (2210) وعبد الله بن عباس (1660) وجابر بن عبد الله (1540) وأبي سعيد الخدري (1170)[2]، وجاءت احاديث الامام علي (586) قيل انه لم يصح منها الا خمسون[3]، اما عمر فاحاديثه قد قدرت بـ (537) حديث لم يصح منها كما قيل الا خمسون[4]، في حين كانت احاديث ابي بكر (142) حديثاً[5].
وقد علل الشيخ محمد بن عمر الأسلمي ما سلكه كبار الصحابة من الاقلال في الرواية هو ان هؤلاء ماتوا قبل أن يحتاج إليهم، وإنما كثرت عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب لأنهما وليا فسئلا وقضيا بين الناس، وكل أصحاب رسول الله كانوا أئمة يقتدى بهم ويحفظ عنهم ما كانوا يفعلون ويستفتون فيفتون وسمعوا أحاديث فأدوها، فكان الأكابر من أصحاب رسول الله أقل حديثاً من غيرهم، مثل أبي بكر وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وأبي عبيدة بن الجراح وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وأبي بن كعب وسعد بن عبادة وعبادة بن الصامت وأسيد بن حضير ومعاذ بن جبل ونظرائهم، فلم يأت عنهم من كثرة الحديث مثل ما جاء عن الأحداث من أصحاب رسول الله، مثل جابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن عباس ورافع بن خديج وانس بن مالك والبراء بن عازب ونظرائهم، لأنهم بقوا وطالت أعمارهم في الناس فاحتاج الناس إليهم[6].
لكن هذا التعليل لو اخذناه على محمل الجد لكان من المتوقع ان تكون روايات عثمان اكثر من روايات عمر وابي بكر حيث ولي بعدهما وكان الناس اكثر حاجة للحديث في عهده؛ لان الكثير منهم لم يدرك السماع عن النبي. والاهم من ذلك هو ان هذا التعليل لا يبرر معاقبة بعض كبار الصحابة لمكثري الحديث وتكذيبهم احياناً، وذلك على خلاف المسلك الذي سار عليه المتأخرون من الحفاظ في التشبث بهؤلاء المكثرين من صغار الصحابة، وعلى رأسهم اصحاب المساند والصحاح.
ويعد ابو هريرة ابرز من يصدق عليه هذا الامر من المكثرين[7]، حيث اعتمد عليه اصحاب الصحاح وغيرهم بما ليس له نظير، وقد عرّفه الشافعي بأنه أحفظ من روى الحديث في دهره[8]، وجاء انه روى عنه خلق كثير من الصحابة والتابعين، وذكر البخاري انه روى عنه ما قد يزيد على الثمانمائة رجل[9]. واخرج له البخاري من المتون المستقلة (446) حديث على التحرير[10]، وانه لا يوجد من يناظره في كثرة الرواية، حيث بلغت احاديثه اكثر من خمسة الاف حديث، بالرغم من انه لم يصحب النبي باكثر من ثلاث سنين فقط[11].
وورد عنه ما يدفع الشبهة في اكثاره للرواية، حيث يقول: إنكم تقولون إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله (ص) وتقولون ما للمهاجرين والأنصار لا يحدثون مثله، وإن إخواني المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وكان إخواني من الأنصار يشغلهم عمل أموالهم، وكنت امرئاً مسكيناً من مساكين الصفة ألزم رسول الله (ص) على ملء بطني فأحضر حين يغيبون وأعي حين ينسون، وقد قال رسول الله (ص) في حديث يحدثه يوماً إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي جميع مقالتي ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول، فبسطت نمرة عليّ حتى إذا قضى مقالته جمعتها إلى صدري فما نسيت من مقالة رسول الله (ص) تلك من شيء[12].
ولو صحت هذه الرواية لكانت تفيد امرين غير عاديين، احدهما ان العلم او الحفظ يؤخذ من خلال الثوب، فهو امر >معجز< لا يفهم معناه. اما الثاني فيدل على انه لم يكن بين صحابة النبي من يهتم بمقالة النبي وحفظها غير ابي هريرة، وهو اشد غرابة من الاول. وما يهون هو ان هذه الرواية لم ترو الا عنه فحسب، ومضمونها يفيد مصلحة شخصية في تبرير اكثاره للحديث.
كما جاء ان ابا هريرة شهد لنفسه بانه اكثر الصحابة حديثاً عن النبي باستثناء عبد الله بن عمرو بن العاص، وكما قال: انه كان يكتب وكنت لا أكتب[13]. وقيل ان هناك نسخة عند آل عبد الله بن عمرو كان قد كتبها عن النبي[14].
مع هذا يلاحظ - وحسب ما ينقل - ان بعض كبار الصحابة وقف من ابي هريرة موقفاً معارضاً للطريقة التي نهجها، تارة بتهديده على اكثاره الحديث، واخرى بنقده على ما سلكه من طريقة سردية، وثالثة بتكذيبه. وجاء عن عمر بن الخطاب انه هدده بالقول: لتتركن الحديث عن رسول الله (ص) أو لألحقنك بأرض دوس، وقال لكعب لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القردة[15]. وكان ابو هريرة يقول: ما كنا نستطيع أن نقول قال رسول الله (ص) حتى قبض عمر رضي الله عنه؛ كنا نخاف السياط[16]. ومثل ذلك جاء عن أبي سلمة انه قال لابي هريرة: أكنت تحدث في زمان عمر هكذا؟ فرد عليه الاخير قائلاً: لو كنت أحدث في زمان عمر مثل ما أحدثكم لضربني بمخفقته او بالدرة[17]. وجاء عن السيدة عائشة انها نقدت طريقة ابي هريرة السردية في الحديث، اذ تقول: ألا يعجبك أبو هريرة جاء يجلس إلى جانب حجرتي يحدث عن رسول الله (ص) يسمعني وكنت أسبح، فقام قبل أن أقضي سبحتي، ولو أدركته لرددت عليه، أن رسول الله (ص) لم يكن يسرد الحديث كسردكم[18]. وجرى لهذه السيدة ان كذبت ابا هريرة فيما يرويه احياناً من احاديث، ومن ذلك جاء أن رجلين دخلا على عائشة فقالا: إن أبا هريرة يحدث عن رسول الله (ص) أنه قال: إنما الطيرة في المرأة والدابة والدار، فطارت عائشة شفقاً ثم قالت: كذب والذي أنزل القرآن على أبي القاسم من حدث بهذا عن رسول الله (ص) إنما قال رسول الله (ص) كان أهل الجاهلية يقولون إن الطيرة في الدابة والمرأة والدار، ثم قرأت: ((ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها))[19].
كما اتهم عدد من الصحابة ابا هريرة بالكذب لكثرة ما روى من الحديث بما لم يأت مثله احد، وكان منهم عمر وعثمان وعلي وغيرهم، اذ انكروا عليه اشياء عديدة. ومن ذلك ان ابا هريرة كان يقول: حدثني خليلي وقال خليلي ورأيت خليلي، فقال له علي: متى كان النبي خليلك يا أبا هريرة[20]؟! وروى ابو هريرة انه من أصبح جنباً فلا صيام له، فأرسل مروان في ذلك إلى عائشة وحفصة يسألهما، فقالتا: كان النبي (ص) يصبح جنباً من غير احتلام ثم يصوم، فقال للرسول اذهب إلى أبي هريرة حتى تعلمه، فقال أبو هريرة إنما حدثني بذلك الفضل بن العباس. وكان الفضل الذي استشهد به ابو هريرة ميتاً انذاك، وقد أوهم الناس أنه سمع الحديث من رسول الله (ص) ولم يسمعه[21]، وهو التدليس الذي تقبله الحفاظ عن الصحابة.
وروي ان ابا هريرة قد اعترف في بعض المناسبات ان القوم كانوا يكذبونه، فكما جاء في صحيح مسلم عن أبي رزين انه قال: خرج إلينا أبو هريرة فضرب بيده على جبهته فقال: ألا إنكم تحدثون أني أكذب على رسول الله (ص) لتهتدوا وأضل، ألا وإني أشهد لسمعت رسول الله (ص) يقول: إذا انقطع شسع أحدكم فلا يمش في الأخرى حتى يصلحها[22].
وجاء ان ابا هريرة كان يحدث احياناً لكنه قد ينكر ما حدثه في السابق، ومن ذلك ما رواه البخاري عنه ان النبي قال: لا عدوى ولا صفر ولا هامة، فقال أعرابي يا رسول الله فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيخالطها البعير الأجرب فيجربها؟ فقال رسول الله (ص) فمن أعدى الأول؟! لكن ابا سلمة سمع أبا هريرة ينكر ذلك الحديث الذي رواه من قبل ويروي عن النبي حديثاً اخر، وهو قول النبي (ص): لا يوردن ممرض على مصح، فقيل له: ألم تحدث أنه لا عدوى؟ فرطن بالحبشية، قال أبو سلمة: فما رأيته نسي حديثاً غيره[23].
ولمثل هذه الاسباب منع جماعة من التابعين اخذ الحديث عن هذا الصحابي، ومن ذلك ما جاء عن إبراهيم النخعي انه قال: كان أصحابنا يدعون حديث أبي هريرة. وقال ايضاً: ما كانوا يأخذون من حديث أبي هريرة إلا ما كان حديث جنة أو نار[24]. وهذه كانت صفة العلماء حيث يشددون في قضايا الاحكام من الحلال والحرام ويتسامحون في غيرها، وكما جاء عن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال: اذا روينا في الثواب والعقاب وفضائل الأعمال تساهلنا في الاسناد وسمحنا في الرجال، وإذا روينا الحلال والحرام والاحكام تشددنا في الاسانيد وانتقدنا الرجال[25].
والغرض من كل ما سبق هو ان اصحاب الصحاح والمكثرين من الحديث قد غايروا سيرة كبار الصحابة في عدة امور؛ اهمها الاكثار من الحديث والاشتغال فيه، وانهم استعانوا في الغالب بمن كان متروكاً لدى الصحابة رغم ان هؤلاء عايشوا النبي وعرفوا حال حديثه. حتى ان الحافظ الذهبي شعر بهذا المأزق، ولو ضمن الحدود التي سمحت له ذلك، اذ روى عن ابي هريرة قوله: إني لأحدث أحاديث لو تكلمت بها في زمن عمر لشج رأسي، وعلق عليه فقال: >هكذا كان عمر رضي الله عنه يقول أقلوا الحديث عن رسول الله (ص) وزجر غير واحد من الصحابة عن بث الحديث، وهذا مذهب لعمر ولغيره، فبالله عليك إذا كان الإكثار من الحديث في دولة عمر كانوا يمنعون منه مع صدقهم وعدالتهم وعدم الأسانيد، بل هو غض لم يشب، فما ظنك بالاكثار من رواية الغرائب والمناكير في زماننا مع طول الأسانيد وكثرة الوهم والغلط، فبالحري أن نزجر القوم عنه فياليتهم يقتصرون على رواية الغريب والضعيف بل يروون والله الموضوعات والأباطيل والمستحيل في الأصول والفروع والملاحم والزهد، نسأل الله العافية<[26].
وهذا الذي ذكره الذهبي لا يعفي اصحاب التكثير في الحديث من القدماء، مع علمهم انه لو كان عمر حياً بينهم لما سامحهم في ذلك، خاصة ان غالب تعويلهم على اولئك الذين منعهم عمر من الرواية، مثل ابي هريرة الذي كانت بينه وبين كعب صحبة وشراكة في بث الاساطير والاسرائيليات[27]، وفي رواية ان ابا هريرة لقي كعباً فجعل يحدثه ويسأله، فقال كعب: ما رأيت أحداً لم يقرأ التوراة أعلم بما فيها من أبي هريرة[28]. وقد كان يحصل بعض الالتباس من الطريقة التي سلكها هذان الشريكان من الحديث المختلط، الى الدرجة التي قد يتوهم البعض ان ابا هريرة يحدث عن النبي (ص) بينما هو يحدث عن كعب واساطيره، ومن ذلك ما جاء عن بسر بن سعيد انه قال: اتقوا الله وتحفظوا من الحديث، فوالله لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة فيحدث عن رسول الله (ص) ويحدثنا عن كعب، ثم يقوم فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله عن كعب، ويجعل حديث كعب عن رسول الله (ص)[29].
هكذا لو اجرينا مقارنة بين موقف كبار الصحابة من الحديث وبين مرحلة التكامل لدى الصحاح؛ لوجدنا فروقاً كبيرة في عدد من النقاط، حيث جرى لاصحاب الصحاح من العمل ما هو ضد المسلك الذي سار عليه كبار الصحابة رغم قرب عهدهم من النبي. اذ كان الصحابة يخافون من الخطأ والكذب على النبي، وانهم لاجل ذلك منعوا التدوين واقلوا الرواية وتثبتوا من الحديث غير المعروف، وجعلوا كفايتهم الرئيسة بالقرآن والسيرة العملية للنبي، ولم يعتنوا بالاسناد والرجال، ومنعوا من الانشغال بالحديث والاشتغال فيه، وعاقبوا من خالف ذلك. لكن هذه الامور انقلبت الى الضد إبان عهد الصحاح وقبله.
ومن العجب ان يعترف الحفاظ بما كانت عليه سيرة الصحابة من التحفظ في الحديث والنهي عن الاكثار منه؛ خشية الخطأ والكذب على النبي، او لغرض عدم الانشغال بسوى القرآن. فهذا الاعتراف لم يمنع اصحاب الصحاح والموسوعات الحديثية من العمل بعكس ما كان عليه كبار الصحابة، رغم الفاصلة الزمنية الطويلة التي تفصلهم عن زمن النبي. وقد نقل عن عثمان بن عفان انه كان يمنع الرواية التي لم تسمع في عهدي الخليفتين قبله لبعد زمانه عن زمن الحديث، فماذا يقال عن البعد الذي يفصل بين عصر الصحاح والزمن المذكور؟! اذ جاء عن عثمان قوله: لا يحل لاحد ان يروي حديثاً لم يسمع به في عهد ابي بكر ولا عهد عمر، فاني لم يمنعني ان احدث عن رسول الله (ص) ان لا اكون اوعى اصحابه عنده، الا اني سمعته يقول: من قال عليّ ما لم اقل فقد تبوأ مقعده من النار[30].
[1] ابن حزم: الفصل في الملل والأهواء والنحل، شبكة المشكاة الالكترونية، ج4، باب الكلام في وجوه الفضل والمفاضلة بين الصحابة (لم تذكر ارقام صفحاته). وقواعد التحديث، ص71
[2] اخرج البخاري لهؤلاء من الاحاديث المذكورة ما يلي: روى عن ابي هريرة (446) حديثاً، وعن عبد الله بن عمر (270) حديثاً، وعن انس بن مالك (268) حديثاً، وعن عائشة (242) حديثاً، وعن عبد الله بن عباس (217) حديثاً، وعن جابر بن عبد الله (90) حديثاً، وعن أبي سعيد الخدري (66) حديثاً (مقدمة فتح الباري، ضمن الفصل العاشر). }. اما سائر الصحابة فرواياتهم لا تعد بشيء سوى عدد محدود منهم، حيث روي عن عبد الله بن مسعود اكثر من (800) حديث { اخرج له البخاري منها (85) حديثاً (مقدمة فتح الباري، ضمن نفس الفصل).
[3] اخرج له البخاري منها (29) حديثاً (مقدمة فتح الباري).
[4] اخرج له البخاري منها (60) حديثاً (مقدمة فتح الباري، ضمن نفس الفصل).
[5] اخرج له البخاري منها (22) حديثاً. ويبقى ثالث الخلفاء الراشدين عثمان حيث اخرج له البخاري تسعة احاديث فقط (مقدمة فتح الباري، ضمن نفس الفصل).
[6] قواعد التحديث، ص72.
[7] وهو أبو هريرة الدوسي اليماني، قيل ان في اسمه واسم أبيه نحو ثلاثين قولاً، وأصحها عند النووي: عبد الرحمن بن صخر (جلال الدين السيوطي: إسعاف المبطأ برجال الموطأ، تحقيق وتعليق موفق فوزي جبر، دار الهجرة، بيروت، الطبعة الاولى، 1410هـ ـ1990م، عن مكتبة يعسوب الدين الالكترونية، ص122، وابن حجر العسقلاني: تقريب التهذيب، دراسة وتحقيق مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الاولى، 1417هـ ـ1997م، عن مكتبة يعسوب الدين الالكترونية، ج2، ص483).
[8] إسعاف المبطأ برجال الموطأ، ص122
[9] سير أعلام النبلاء، ج2، فقرة 579
[10] فتح الباري، ج1، ص48
[11] سير أعلام النبلاء، ج2، فقرة 589
[12] سير أعلام النبلاء، ج2، فقرة 608، وكتاب العلم، ص24، وجاء عن ابي هريرة ايضاً حول تبريره لكثرة ما لديه من احاديث ان رسول الله (ص) قال: ألا تسألني من هذه الغنائم التي يسألني أصحابك؟ قلت أسألك أن تعلمني مما علمك الله، فنزع نمرة كانت على ظهري فبسطها بيني وبينه حتى كأني أنظر إلى النمل يدب عليها، فحدثني حتى إذا استوعبت حديثه قال اجمعها فصرها إليك، فأصبحت لا أسقط حرفاً مما حدثني. وجاء انه قيل لعبد الله بن عمر هل تنكر مما يحدث به أبو هريرة شيئاً؟ قال لا، ولكنه اجترأ وجبنا. فقال أبو هريرة فما ذنبي إن كنت حفظت ونسوا (لاحظ: سير أعلام النبلاء، ج2، فقرة 608).
[13] سير أعلام النبلاء، ج2، فقرة 599
[14] قواعد التحديث، ص61
[15] سير أعلام النبلاء، ج2، فقرة 601، كذلك: ابن شبة النميري: تاريخ المدينة، تحقيق فهيم محمد شلتوت، دار الفكر، 1410هـ، عن مكتبة يعسوب الدين الالكترونية، ج3، ص.800
[16] سير أعلام النبلاء، ج2، فقرة 603
[17] جامع بيان العلم وفضله، باب ذكر من ذم الاكثار من الحديث. وتذكرة الحفاظ، ج1، فقرة 2
[18] جامع بيان العلم وفضله، الباب السابق. وقواعد التحديث، ص234، وجاء على هذه الشاكلة ان ابا هريرة كان يجلس إلى حجرة عائشة فيحدث ثم يقول: يا صاحبة الحجرة أتنكرين مما أقول شيئاً، فلما قضت صلاتها لم تنكر ما رواه، لكن قالت: لم يكن رسول الله (ص) يسرد الحديث سردكم ( سير أعلام النبلاء، ج2، فقرة 607).
[19] تأويل مختلف الحديث، باب ذكر أصحاب الحديث. ومشكل الاثار، حديث 117 ، وجاء ايضاً ان ابا هريرة روى حديثاً في المشي في الخف الواحد فبلغ عائشة فمشت في خف واحد وقالت: لأخالفن أبا هريرة. وروى أن الكلب والمرأة والحمار تقطع الصلاة، فقالت عائشة: ربما رأيت رسول الله (ص) يصلي وسط السرير وأنا على السرير معترضة بينه وبين القبلة (صحيح مسلم، ج1، باب الاعتراض بين يدي المصلي. وتأويل مختلف الحديث، باب ذكر أصحاب الكلام وأصحاب الرأي).
[20] وقيل انه بلغ علياً أن أبا هريرة يبتدئ بميامنه في الوضوء وفي اللباس، فدعا بماء فتوضأ فبدأ بمياسره، وقال لأخالفن أبا هريرة (تأويل مختلف الحديث، باب ذكر أصحاب الكلام وأصحاب الرأي)
[21] تأويل مختلف الحديث، باب ذكر أصحاب الكلام وأصحاب الرأي. كذلك: صحيح البخاري، حديث 1825
[22] صحيح مسلم، حديث 2098
[23] صحيح البخاري، حديث 5437
[24] سير أعلام النبلاء، ج2، فقرة 609
[25] المدخل إلى الإكليل.
[26] سير أعلام النبلاء، ج2، فقرة 602
[27] روي ان ابا هريرة احتفظ باحاديث اخرى لم يبثها بين الناس، وذلك خشية قتله عليها، اذ جاء عنه يقول: حفظت من رسول الله (ص) وعاءين؛ فأما أحدهما فبثثته في الناس، وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم (سير أعلام النبلاء، ج2، فقرة 596).
[28] سير أعلام النبلاء، ج2، فقرة 600.
[29] سير أعلام النبلاء، ج2، فقرة 606.
[30] مشكل الاثار، ج1، ص65، والمتقي الهندي: كنز العمال في سنن الاقوال والافعال، مكتبة نداء الايمان الالكترونية، حرف العين، حديث 29490.