يحيى محمد
ليس هناك أدلّ على فشل الطريقة العقلية وتهافتها من الإعتراف الذي سجله الكثير من أصحابها المتأخرين، وهو إعتراف جرى لدى كل من أتباع المنطقين للدائرة العقلية، وأغلبهم كان ينتمي إلى المنطق الذي سميناه بمنطق (حق الملكية) والمتمثل بالأشاعرة. فقد كان هؤلاء يعبّرون تارة عن فشل طريقتهم بما هو معهود لدى الممارسة الكلامية، وأخرى بما هو صريح لدى الممارسة العقلية بإطلاق. ووصفت هذه الممارسة بأنها مضرة تبعث على إثارة الشبهات، وتحريف العقائد ومحوها، وكما صرح الإمام الغزالي في (احياء علوم الدين) أنه تبعاً لتبحره في الكثير من العلوم ومنها علم الكلام فإن الطريق إلى حقائق المعرفة من الوجه الخاص بعلم الكلام مسدود. وهو وإن رأى أن هذا العلم لا ينفك عن كشف وتعريف وإيضاح لبعض الأمور، لكن على رأيه أن ذلك لا يكون إلا في النادر[1].
والذين تضرروا من الممارسة العقلية الصرفة لهذا العلم كثيرون. وما يجمعهم هو الإعتراف بأنهم لم يحصلوا على شيء من الدراية والحقيقة، رغم طول هذه الممارسة، وكل ما جنوه هو الندم على ما أصابهم من الشك وتضييع العمر. وكما قال شمس الدين الخسروشاهي، وهو من تلامذة الفخر الرازي: والله ما أدري ما أعتقد، مكرراً ذلك ثلاث مرات ثم بكى[2]. وكان الخونجي المصنف في أسرار المنطق والذي سمى كتابه (كشف الأسرار) قال لما حضرته الوفاة كما حكى عنه التلمساني: أموت ولم أعرف شيئاً إلا أن الممكن يفتقر إلى الواجب، والإفتقار وصف عدمي، أموت ولم أعرف شيئاً[3]. ومثل ذلك نُقل عن التلمساني والكاشي[4]. وقال آخر: «اضطجع على فراشي، وأضع الملحفة على وجهي، وأقابل بين حجج هؤلاء وهؤلاء حتى يطلع الفجر، ولم يترجح عندي منها شيء، ومن يصل إلى مثل هذا الحال إن لم يداركه الله بالرحمة والإقبال تزندق وساء له المآل»[5]. واستغفر آخر حين دنت وفاته بعد ما خاض في الكلام ويأس، وقال: «نهاية ما علمتُ بالنظر والفكر أني علمت أنني ما علمت شيئاً». وقال البعض: «أكثر الناس شكاً عند الموت أرباب الكلام»[6].. واستغاث آخر بأرباب الفكر فلم يجد من يغيثه سوى رب العامة، وكما وصف حاله بقوله: «استغثت برب الفلاسفة فلم يغثني، واستغثت برب الجهمية فلم يغثني، ثم استغثت برب القدرية فلم يغثني، ثم استغثت برب المعتزلة فلم يغثني، لكني استغثت برب العامة فأغاثني»[7].
ولم يكتف البعض بندامته، بل دعا في نهاية المطاف إلى دين العجائز، ومن ذلك ما نُقل عن الجويني أنه قال: «يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام. فلو عرفت أن الكلام يبلغ إلى ما بلغ ما اشتغلت به». وقال عند موته «لقد خضت البحر الخضم، وخليت أهل الإسلام وعلومهم، ودخلت في الذي نهوني عنه. والآن فإن لم يتداركني ربي برحمته فالويل لإبن الجويني. وها أنذا أموت على عقيدة أمي وعلى عقيدة عجائز أهل نيسابور»[8]. كما فعل عبد الكريم الشهرستاني ذات الشيء فدعا إلى «دين العجائز» وعدّه «من أحسن الجوائز»[9].
ومنهم من عبّر عن هذه النهاية من الإفلاس والندم بأبيات من الشعر. فقد أنشد الشهرستاني قائلاً:
لعمري لقد طُفْتُ المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعاً كف حائر على ذقنه أو قارعاً سن نادم[10]
وانشد إبن أبي الحديد المعتزلي بقوله:
فيك يا اغلوطة الفكر حار فكري وانقضى عمري
سافرتْ فيك العقول فما ربحتْ إلا أذى السفرِ
فلحى الله الألى زعموا أنك المعروف بالنظر
كذبوا أن الذي زعموا خارج عن قوة البشرِ[11]
وأنشد أيضاً:
وحقك لو أدخلتني النار قلت للذين بها قد كنت ممن يحبه
وأفنيت عمري في علوم كثيرة وما بغيتي إلا رضاه وقربه
أما قلتم من كان فينا مجاهدا سيكرم مثواه ويعذب شربه
أما رد شك إبن الخطيب وزيغه وتمويه في الدين إذا جل خطبه
وآية حب الصب أن يعذب الأسى إذا كان من يهوى عليه يصبه[12]
وانشد بعض آخر في ذات الإتجاه من الإفلاس:
فيا عجباً أن كل امرئ طويل الجدال دقيق الكلِمْ
يموت وما حصلت نفسه سوى علمه أنه ما عَلِمْ
لكن أعظم من تجسدت في نفسه هذه المحنة هو الفخر الرازي. فهو بعد طول البحث وعمق التبحر في العلوم العقلية وتتبع حججها جنى كل تلك النتائج من الندم والشك والإعتراف بالضياع، وبرر حالة الشك في العلوم العقلية بمبررات منطقية كما عرفنا. ومما نُقل عن ندمه قوله: «ياليتني لم أشتغل بعلم الكلام»، وبكى. وجاء في هذا الصدد أن بعث إليه إبن عربي رسالة قال فيها: «لقد أخبرني من أثق به من إخوانك وممن له فيك نية حسنة جميلة أنه رآك وقد بكيت يوماً فسألك هو ومن حضر عن بكائك، قلت مسألة اعتقدتها منذ ثلاثين سنة تبين لي في الساعة بدليل لاح لي أن الأمر على خلاف ما كان عندي فبكيت، وقلت ولعل الذي لاح أيضاً يكون مثل الأول..»[13].
ونقل أنه في يوم وعظ بحضرة السلطان شهاب الدين الغوري وحصلت له حال فاستغاث قائلاً: «يا سلطان العالم لا سلطانك يبقى ولا تلبيس الرازي يبقى». ونظّم أشعاراً جاء فيها قوله:
نهاية أقدام العقول عقال وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقال
كما أنشد يقول:
أرواحنا لسنا ندري أين مذهبها وفي التراب توارى هذه الجثث
كون يرى وفساد جاء يتبعه الله أعلم ما في خلقه عبث[14]
وإذا كان الغزالي لجأ إلى التصوف كسبيل لإنقاذ نفسه من الأزمة المعرفية كما حكى ذلك في سيرته الذاتية (المنقذ من الضلال)، فإن الفخر الرازي رغم تأييده لهذا المسلك، ورغم تقديره له كما جاء في كتابه (إعتقادات فرق المسلمين والمشركين) والذي فيه عدّ فرقة الصوفية من الفرق الإسلامية بخلاف المعتاد من أصحاب الفرق والمقالات الذين سبقوه، لكنه مع ذلك لم يتحول إلى هذا المسلك كما فعل صاحب (المنقذ) من قبل، بالرغم من عمق الأزمة المعرفية التي أحلّت به كما عرفنا.
والملفت للنظر هو أن أغلب من وقع في الشك والندم هم الأشاعرة، والكثير منهم لجأ إلى العرفان والتصوف كتعويض لما فقدوه من قطع ويقين عند ممارستهم للكلام الأشعري. ويعود سبب ذلك إلى طريقتهم المضطربة، فلا هي عقلية ولا هي بيانية، خلافاً للطريقة البيانية بإعتبارها متسقة، وكذا هو الحال مع طريقة المعتزلة ومن على شاكلتها.
مشاكل الطريقة العقلية
ظهر لدى الطريقة العقلية عدد من المشاكل؛ بعضها كان كفيلاً بأن يفضي بها للوقوع في الشلل المزمن من غير قدرة على النهوض، وأهم هذه المشاكل ما يلي:
1ـ الوقوع في خندق الآيديولوجيا (المذهبية). فقد بنت الدائرة العقلية - كما تتمثل في علم الكلام - بنياناً أصبحت فيه المذهبية، كإنتماء إجتماعي، أساس تكوين العلم لا العكس.
نعم، لقد نشأ الكلام وهو في طور الثقافة نشأة فردية غير ممذهبة، بل وفي اجواء هذه النشأة يعبّر عدد من الآراء عن إجتهادات حرة غير متأثرة بآيديولوجيا السياسة وما إليها؛ رغم أن المطارح الأولى كانت مطارح داخلية ولم تكن من ذلك الصنف المنشغل بتأسيس الخطاب من الخارج. فمثلاً عرفنا بأن أقدم رسالة وصلتنا بهذا الشأن هي الرسالة المنسوبة إلى الحسن بن محمد بن الحنفية في القدر. فهي من جانب رسالة ثقافة لا علم متخصص. كما أنها رسالة رأي فردي لا إتجاه مذهبي، وهي أكثر من هذا لا تعبّر عن المدلول السياسي، أي أنها ليست متأثرة بالسياسة. وموضوعها يعبّر عن مسألة جزئية من القضايا المتعلقة بمبادئ التكليف. وقد تناولت الرسالة مسائل الخلاف الداخلي دون أن يكون لها علاقة بالخلاف الخارجي. على أن ما يعنينا من هذه الرسالة هو أنها تخلو من الدوافع الآيديولوجية على الصعيدين السياسي والمذهبي كإنتماء إجتماعي، على عكس ما آل إليه الأمر بعد تكوين المدارس والإتجاهات، بدلالة أن الحسن كان يخالف أباه في هذه القضية كما خالفه في مسألة الإعتزال. والمخالفة في تلك الفترة ليست من نوع ما تمّ التعبير عنه فيما بعد بأنه مخالفة للإجماع أو المذهب أو ما تسالم عليه. إذ كانت الآراء آنذاك تعبّر عن مبادرات فردية لم تتبلور بعد على هيئة مذاهب متبعة جيلاً بعد جيل، والتي غالباً ما يتعطل عندها دور التحقيق والإبداع.
لكن حيث أن الشاغل الأعظم للكلاميين الأوائل هو ليس تأسيس العقيدة الإسلامية من الخارج والرد على خصومها، بل هو تأسيسها من الداخل بالفهم والإجتهاد، لذا فقد سهّل ذلك على صياغة منظومات تعددية أفضت إلى أن تكون مذاهب كلامية متبعة بحسب الإنتماء الإجتماعي، وكذا السياسي، وليس بمحض البحث والتحقيق. الأمر الذي ولّد حالة من الإنغلاق حجبت الممارسات العقلية الكلامية عن القيام بدور إجتهادي، ولم يعترف للكلام بالطابع العلمي بعد أن انتهى إلى ممارسات جدلية ممذهبة، وأصبح العمل المعرفي مساقاً بآيديولوجيا المذهب عوض أن يساق بإبستمولوجيا الحقيقة، ومن ثم أُغلق باب البحث والتفكير وعلا مكانه باب التضليل والتكفير، رغم ما انطوت عليه تلك الممارسات من تناقضات مفضوحة.
2ـ رغم أن الدائرة العقلية عالجت القضايا الكلامية إعتماداً على العقل، إلا أنها لم تقم بتحليل هذا العقل والكشف عن أبعاده وما يترتب عليها من نتائج. ومن ذلك أنها لم تفرّق بين العقلين القبلي والبعدي، فكلاهما تمّ التعامل معهما بنفس النسق والإعتماد، بل غالب الأمر أنها اتخذت من العقل القبلي أداة للنظر في توليد النتائج الإخبارية الكاشفة عن الأبعاد الخارجية ومنها مداليل النص والواقع الموضوعي. وهو ما جعلها تحمل مضامين هشة وضعيفة، فأفضى بها الأمر إلى الإعتراف بالعجز والتناقض مثلما حصل مع الفخر الرازي وغيره كما عرفنا.
وتعدّ مرحلة الفخر الرازي مرحلة حاسمة بالنسبة إلى الحركة العقلية المعيارية. فهي تمثل شكلاً من المفارقة بما تحتضنه من مظهرين متنافيين، فقد بلغت هذه المرحلة أقصى حد ممكن من التطور، وظهر أثرها لدى الصياغة الكلية لقانون علاقة العقل بالنص، لكنها مع ذلك أنهت دور العقل المعياري من الحياة الفكرية الفاعلة. فقد تمّ التخلي عن العقل والقضاء عليه بعد الإعتراف بعجزه وتناقضاته، وذلك من قبل ذات الشخص الذي سبق له أن بالغ في قيمة النتائج العقلية المحضة ورجحها على النص فيما سماه بالقانون الكلي للتأويل.
3ـ على الرغم من أن أتباع الدائرة العقلية يتفقون على أصالة العقل بكونه الأساس المعتمد عليه في حل المشاكل التي تعترضهم، إلا أنهم غير متفقين على قواعد هذا العقل وأصوله المعرفية المعتمدة، وكان من أبرز وأهم ما اختلفوا حوله هو قاعدة الحسن والقبح، وهي قاعدة يترتب عليها الكثير من المسائل والنتائج.
4ـ من وجهة نظر (علم الطريقة) تتحدد الممارسة العقلية في النظام المعياري - كما سنعرف - بأصلين مولّدين للمعرفة يجمعهما رابط عام هو (الحق)، وإن اختلف الأمر بينهما تحت عنوانين أو أصلين مولّدين، هما: الحق في ذاته أو (الحق الذاتي)، والحق المشروط بالملكية أو (حق الملكية). فأغلب القضايا التي تتصف بالمنظومية والتي أنتجها علم الكلام هي قضايا متسقة مع أحد هذين الأصلين المتضادين أو مستمدة منه. لكن المسألة الجديرة في الإعتبار هي أن أصحاب الدائرة العقلية بمختلف إتجاهاتهم وإعتباراتهم لذلك (الحق) لم يعالجوا موضوعاتهم إلا على ضوء تبرير الفعل الإلهي، وبالتالي فإن شاغلهم المعرفي كان مكرساً في إطار المكلِّف لا المكلَّف، وأن دائرة (الحق) يراد بها أساساً البحث في إشكالية حق المكلِّف، مما يعني تغييب البحث المخصص بإشكالية الحق العالق بالمكلَّف. فالجهد الكلامي هو جهد (ميتافيزيقي) حجب ذاته عن التفكير في الواقع ومعالجة إشكالياته.
5ـ لقد أصبح العلم العقلي كما يتمثل بعلم الكلام علماً ميتاً شُلّت حركته نهائياً، ولم يعد ثمة من يجدد هذه الحركة طبقاً للموازين المعهودة سابقاً. فقد جسدت الممارسة العقلية جملة من التناقضات كان آخرها تلك التي اعترف بها الفخر الرازي. فمنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا لم يكن هناك من يجدد للعقل إعتباراته ويصحح مفاهيمه ومنهجه، بل ظلت الممارسة العقلية تتحرك على نفسها باللف والدوران، وتضاءلت هذه الحركة شيئاً فشيئاً باضطراد، وأخذت المفاهيم الاجرائية التي وظفها هذا العلم بالضمور والإختفاء، كما ذهب الكثير من موضوعاته ولم يعد بالإمكان احياؤها من جديد. بل ولم يعد هناك من يحتفي بهذا العلم أو يشيد بإعتباراته مقارنة بغيره من علوم البيان ضمن دائرة النظام المعياري، أو حتى ضمن النظام الوجودي كعلم العرفان مثلاً. لكن رغم هذا وذاك فقد نجح هذا العلم فعلاً في تحقيق ما استهدفه من تكوين عقائد مذهبية مغلقة يصعب زحزحتها أو الإجتهاد فيها رغم مضامينها الضيقة والضعيفة.
[1] إبن أبي العز: شرح العقيدة الطحاوية، شبكة المشكاة الإلكترونية، لم تذكر أرقام صفحاته، فقرة قوله: (فمن رام علم ما حظر عنه علمه).
[2] شرح العقيدة الطحاوية، فقرة قوله: (فيتذبذب بين الكفر والإيمان).
[3] درء تعرض العقل والنقل، ج1، ص161. وإبن القيم: الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، شبكة المشكاة الإلكترونية (لم تذكر ارقام صفحاته)، المقدمة. ومختصر الصواعق المرسلة، ص8ـ9.
[4] جامع الاسرار، ص495ـ496.
[5] شرح العقيدة الطحاوية، فقرة قوله: فيتذبذب بين الكفر والإيمان.
[6] الصواعق المرسلة، الفصل الرابع والعشرون، ضمن فقرة الوجه الخامس والأربعون بعد المائة. والحسن بن محمد الشيرازي: رسالة الأذكار الموصلة إلى حضرة نور الأنوار، ضمن: رسالتان في الحكمة المتعالية والفكر الروحي، حققهما وعلّق عليهما وقدم لهما صالح عضَيْمة، باريس، 1406هـ ـ1986م، ص93ـ94.
[7] الصواعق المرسلة، المقدمة.
[8] الصواعق المرسلة، المقدمة. وشرح العقيدة الطحاوية، فقرة قوله: (فيتذبذب بين الكفر والإيمان).
[9] شرح العقيدة الطحاوية، فقرة قوله: (فيتذبذب بين الكفر والإيمان).
[10] الصواعق المرسلة، المقدمة. وشرح العقيدة الطحاوية، فقرة قوله: (فيتذبذب بين الكفر والإيمان).
[11] شرح العقيدة الطحاوية، فقرة قوله: (فيتذبذب بين الكفر والإيمان).
[12] درء تعرض العقل والنقل، ج1، ضمن فقرة: الوجه التاسع.
[13] رسالة إلى الإمام الرازي، ضمن رسائل إبن عربي. ومناقب إبن عربي، ص26.
[14] انظر فيما يتعلق بالفخر الرازي كلاً من: إعتقادات فرق المسلمين والمشركين، ص22ـ23. ودرء تعارض العقل والنقل، ج1، ص159ـ160. ومختصر الصواعق المرسلة، ص8. ومفاتيح الغيب، ص75. والصواعق المرسلة، المقدمة. وشرح العقيدة الطحاوية، فقرة قوله: (فيتذبذب بين الكفر والإيمان).