يحيى محمد
سبق للفيلسوف التجريبي فرانسيس بيكون ان طرح في كتابه (الاورغانون الجديد) تصنيفاً رباعياً للأوهام البشرية هي: أوهام القبيلة أو الجنس البشري، وأوهام الكهف، وأوهام السوق أو اللغة، وأوهام المسرح. ويمكن اعتبارها مندرجة ضمن الأوهام التصديقية، فيما أضفنا اليها نوعاً جديداً سميناه الأوهام الصورية. بل واعتبرنا ان أصل الأوهام يعود إلى جهاز الحس الصوري المركب فينا، ومن ثم أعدنا صياغة لوحة الأوهام كما يلي:
أ ـ أوهام صورية، وهي على صنفين:
1ـ أوهام ثابتة أو أولية، وهي التي نتعرّف من خلالها على الأشياء الحسية مباشرة، وتعبّر عن الامتزاج بين الطبيعة الذهنية للإنسان والأشياء المدركة. وتتصف بأنها مشتركة بين البشر كافة.
2ـ أوهام طارئة خلّاقة، وهي غير متأصلة مثلما هي الحال لدى الأولى، كما تتصف بأنها غارقة في الوهم الخلّاق والتأثير الذاتي خلافاً لما قبلها، وتحدث لأسباب طارئة كثيرة. ويتحقق ظهورها أول الأمر لدى الأطفال الصغار عندما يتخيلون وجود أشياء لا يدل عليها الحال. وبالتالي تتصف بأنها أحد مصادر أوهام الكهف التصديقية.
ب ـ أوهام تصديقية، وهي ذاتها التي طرحها بيكون.