-
ع
+

    جديد فلسفة العلم والفهم: الدين والاخلاق

    ما هي طبيعة العلاقة التي تربط الدين بالاخلاق، والاخلاق بالدين؟ فنحن نعلم ان هناك علاقة وثيقة بينهما، لا سيما ان الدين مليء بالقضايا الاخلاقية كما يعبر عنها النص المقدس. بل نعتقد ان جوهر الدين قائم على القيم الاخلاقية لا العكس. فالايمان بالله مطلوب وواجب لاعتبارات اخلاقية، مثلما الشرك محرم ومنكر للسبب ذاته. وكذا ان التكاليف والعبادات تتأسس على اعتبارات الحقوق ضمن العلاقة بين الخالق والمخلوق. فالنصوص الدينية تتلبس في تشريعاتها بالقضايا الاخلاقية والمعيارية، وينبسط هذا الحال على مختلف المسائل الاخرى؛ بما فيها الوجودية او الاخبارية، لذلك تم توظيفها من قبل علمي الكلام والفقه، وهما علمان دينيان يتناولان كل ما يتعلق بالنص الديني، وبالتالي فلهما علاقة بالقيم الاخلاقية تباعاً.

    ان للاخلاق ميزة تجعلها تختلف عن الطبيعة الوصفية او الاخبارية، فهي تتحدث عما ينبغي ان يكون وليس عما هو كائن كما في القضايا الوصفية. وهي من هذه الناحية تشترك مع المطالب الدينية. فاغلب ما يرتكز عليه الدين هو ذات ما ترتكز عليه القيم الاخلاقية، فهو وان تحدث عن القضايا الاخبارية الوجودية لكن غرضه ليس الوصف والتقرير، بل طلب الطاعة والخضوع، اي ان ما يهتم به هو ما ينبغي ان يكون، وحاله في ذلك حال القضايا الاخلاقية. وبالتالي فجوهر الدين لا يتجاوز هذه الناحية.

    مع هذا نتساءل عن الفرق بين الاخلاق والدين، فكلاهما يعالجان ما ينبغي ان يكون ويتحدثتان عن الحقوق والواجبات المعيارية؟ فهل هما وجهان لعملة واحدة؟ ام ان احدهما قائم على الاخر؟ ام لكل منهما كيانه وان تم الاشتراك فيما بينهما في الموقف والموضوعات؟ او انهما متعارضان رغم كونهما معياريين؟.

    للمزيد اضغط هنا http://www.philosophyofsci.com/index.php?id=123

    comments powered by Disqus