-
ع
+

درس الفهم الثاني: أهمية البحث الطريقي

 

الاسس المنطقية للفهم الديني (2)

لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً

خلاصة الدرس: 

البحث الطريقي كعلم جديد

المحور الاساس الذي دار حوله هذا الدرس هو تحديد معنى البحث الطريقي واهميته كعلم جديد للفهم الديني ومقارنته ببعض العلوم الاسلامية ذات الصفة المنهجية.

اذ المقصود بعلم الطريقة هو العلم الذي يتناول بالدرس والبحث مناهج الفهم الديني.

اقسام البحوث المتعلقة بفهم النص الديني

فابتداءاً تمّ تقسيم البحوث المتعلقة بفهم النص الى ثلاثة اقسام، كالتالي:

البحث الاستنباطي للفهم

البحث التاريخي للفهم

3ـ البحث الطريقي للفهم.

والمعروف من هذه الاقسام لدى العلماء هو البحث الاول فقط، اي البحث الاستنباطي للفهم.

محاور اقسام البحوث الثلاثة السابقة

وقد كانت محاور هذا التقسيم تتضمن التالي:

- ان البحث الطريقي يتضمن البحث التاريخي للفهم دون عكس.

- قيام البحثين الطريقي والتاريخي على الفهم الممارس لدى البحث الاول الاستنباطي.

- قيام البحوث الثلاثة على النص كشيء موضوعي مستقل دون عكس.

علم الطريقة وقبليات الفهم الديني

كما تعرض الدرس الى علاقة علم الطريقة بالقبليات المعرفية. وقد وصف هذه القبليات بانها ما تتيح لنا الفهم والتفكير حتى وإن لم نتعقلها، فنفكّر بها وإن لم نفكّر فيها. فالقبليات المعرفية لا يمكن الاستغناء عنها في فهم النص اطلاقاً.

بين البنيتين التحتية والفوقية للفهم

كما تعرض الدرس الى التمييز بين البنية التحتية والبنية الفوقية للفهم والتفكير. فالبنية التحتية للفهم هي البنية العميقة التي تبحث في اسس الفهم، في حين ان البنية الفوقية هي البنية السطحية التي تتأسس على البنية التحتية.

واشار الدرس الى وجود بنية ثالثة وسيطة بين البنيتين التحتية والفوقية. بمعنى ان البنى ثلاث: تحتية وفوقية ووسيطة.

ووصف الدرس البنية التحتية بانها شرط إمكان المعرفة وإن لم يعِها الباحث أو يفكر فيها. فلا تتأتّى معرفة هذا الشرط من دون «حفر» للوصول إلى أقصى منابع توليد الفكر.

القواعد الصغرى والكبرى للفهم وعلم الطريقة

كما تطرق الدرس الى العلاقة الصميمة التي تربط الفهم الكلي الشمولي بعلم الطريقة. فالفهم تارة يكون جزئياً فيندرج ضمن القواعد الصغرى للفهم كالذي يزاوله علم اصول الفقه كعلم منهجي للاستنباط. وتارة ثانية يكون الفهم شمولياً فيتعلق بالقواعد الكبرى وهو ما يدخل ضمن دراسة علم الطريقة.

بين علم الطريقة واصول الفقه

وكشف الدرس عن ان القواعد الصغرى للفهم لا بد من ان تقوم على القواعد الكبرى التي يتناولها علم الطريقة. ومن ذلك ان قواعد علم اصول الفقه تقوم على قاعدة كبرى هي قاعدة الفهم العرفي للنص ضمن ما يعرف بالدائرة البيانية للفهم، والتي بموجبها يتم استبعاد ما يعارضها عادة من قواعد تنتمي الى دوائر اخرى كالعقل والواقع.

تنافس القواعد الكبرى على طريقة فهم النصوص الدينية

فمثلاً عندما تتعارض النصوص الدينية يعتمد الفقه على قواعد لغوية وعرفية لعلاج هذا التعارض، ومن ذلك محاولات الجمع بين هذه النصوص المتعارضة كما في قاعدة تخصيص العام. في حين ان علم الكلام الذي يتبنى الطريقة العقلية للفهم والتفكير لا يلجأ الى مثل تلك المحاولات، بل يعتمد على قاعدة التأويل طبقاً للاعتبارات العقلية، فالنص الذي يتفق مع العقل يوافق عليه، وإلا تعرّض للتأويل كما في حالة النصوص القرآنية.

كل مفهوم جديد يبدأ بداية غامضة

اخيراً اشار الدرس الى ان المفاهيم الجديدة عادة ما تبدأ غامضة، ثم تتوضح أكثر فأكثر عبر السنين، الأمر الذي ينطبق على مفهوم علم الطريقة كعلم جديد، والذي تمّ طرحه منذ ما يقارب العشرين سنة.

 


للتنزيل اضغط هنا

comments powered by Disqus